القارب العماني “مسندم” يواصل استعداداته للمشاركة في أسبوع كيل بألمانيا

بهدف الترويج للسلطنة كإحدى أهم الوجهات السياحية والاستثمارية
وزارة السياحة تدشن ركن السلطنة بكيل على شكل القلعة يجسد الطابع المعماري والحضاري
القارب الموج مسقط يطمح لكسب جولة كارديف والطيران العماني يرتب أوراقه للعودة بقوة
كتب ـ خالد بن محمد الجلنداني:اكملت قوارب مشروع عمان للابحار كافة استعداداتها وتحضيراتها للمشاركات الدولية والتي تبدأ من يوم 18 يونيو الجاري حيث يشارك القاربان الموج مسقط والطيران العماني لخوض غمار منافسات الجولة الرابعة من سلسلة سباقات من الإكستريم 40 التي تستضيفها مدينة كارديف بالمملكة المتحدة خلال الفترة من 18 ـ 21 يونيو الجاري.
أما المشاركة الثانية لمشروع عمان للابحار فستكون للقارب العماني “مسندم” الذي سيشارك في أسبوع كيل للإبحار الشراعي في مدينة كيل بجمهورية ألمانيا الاتحادية خلال الفترة من 20 إلى 28 يونيو الجاري والذي يعد أضخم مهرجان للإبحار الشراعي على مستوى أوروبا، حيث يستقطب ما يقارب ثلاثة ملايين زائر من مختلف بقاع العالم.
ويسعى مُشروع عُمان للإبحار من هذه المشاركات الدولية إلى تنمية الكوادر البشرية من خلال الرياضة والسعي لإحياء الموروث البحري الذي اشتهرت به السلطنة منذ القدم بالاضافة إلى الترويج للبلاد إقليميا وعالميا كإحدى أهم الوجهات السياحية والاستثمارية من خلال المشاركة في السباقات الدولية وإقامة الفعاليات المحلية.
اسبوع كيل للابحار
تعد مشاركة القارب ” مسندم ” في أسبوع كيل للإبحار الشراعي بمدينة كيل بجمهورية ألمانيا الاتحادية ضمن حملة القارب “مسندم” الأوروبية التي تمر بعدد من الدول المستهدفة من قبل وزارة السياحة كفرنسا، والمملكة المتحدة، وألمانيا، وإيطاليا، حيث يشارك القارب في عدة سباقات شراعية في هذه الدول، وترافقه خيمة سياحية ترويجية لاستقطاب الزائرين وتعريفهم بالسلطنة وتشجيعهم لزيارتها واستكشاف مقوماتها السياحية والاستثمارية.
وعن مشاركة السلطنة في أسبوع كيل، قالت سلمى بنت علي الهاشمية، مدير عام التسويق والفعاليات في مشروع عمان للإبحار: “كانت مشاركتنا في العام الماضي ناجحة بجميع المقاييس، حيث كان القارب العماني “مسندم” محطة جذب كبيرة وخصوصاً بعدما فاز بالسباق الافتتاحي وحطم الرقم القياسي السابق، واستضفنا العديد من زوّار المهرجان على متن القارب لمشاركتهم الفرحة بهذا الإنجاز وتعريفهم بالقارب والإنجازات البحرية العمانية”. وأضافت الهاشمية: “كما كانت الخيمة السياحية التي نظمتها وزارة السياحة نقطة جذب كبيرة لآلاف الزوار وكانت فرصة كبيرة لنا للتعريف بالسلطنة لكافة الشرائح من محبي الإبحار والسياح ورجال الأعمال وصاحبات الأعمال والإعلاميين والفنانين وغيرهم من الذين أبدوا اعجابهم ورغبتهم في الحصول على المزيد من المعلومات. ونحن نتطلع في هذا العام إلى انطلاق الأسبوع والبناء على ما بدأناه في العام الماضي للترويج للسلطنة”.
هذا وقد اكتسب القارب “مسندم” شهرة عالمية ضاربة في فئة القوارب الكبيرة ثلاثية البدن بفضل الإنجازات التي حققها حتى الآن، ومن أهمها تحطيمه لرقمين قياسيين عالميين أولهما كان في سباق النجوم السبعة للإبحار حول بريطانيا وأيرلندا العام الماضي، والثاني كان في الإبحار حول أيرلندا هذا العام، وكان في مقدمة الطاقم المشارك في هذه الإنجازات عدد من البحّارة العمانيين الأبطال كأمثال سامي الشكيلي، وفهد الحسني وياسر الرحبي، ويعتزم الفريق هذا العام أن يحطم رقمه القياسي السابق الذي حققه في السباق الافتتاحي الاستعراضي في أسبوع كيل العام الماضي، والذي تجاوز الرقم السابق بحوالي 20 دقيقة، ولكن مشاركة القارب في هذا العام سترى بعض الوجوه الجديدة من أهمها البحّار العماني الملهم محسن البوسعيدي، أول بحّار عربي يبحر حول العالم دون توقف، والبحّارة الصاعدة ابتسام السالمية التي تعد من أوائل البحّارات المحترفات في العالم العربي. ويعد هذين البحّارين من نخبة مخرجات البرامج التدريبية في مشروع عمان للإبحار ومن ذوي الإنجازات المشهودة في محافل عديدة داخل السلطنة وخارجها.
وعن مشاركته في هذا الأسبوع قال البوسعيدي: “مشاركتنا على القارب مسندم في هذا الحدث الشراعي الضخم أهمية إعادة إحياء الموروث البحري العماني الي سطره الأجداد منذ القدم، أما مشاركتنا في السباق الافتتاحي لأسبوع كيل فسنبذل فيه قصارى جهدنا لإبراز ما لدينا من كفاءات في رياضة في الإبحار الشراعي”.
ومن ضمن الوجوه الجديدة التي تنضم إلى طاقم مسندم في أسبوع كيل سيشارك كل من بوريس هيرمان، أحد أشهر البحارة المحيطين الألمان، بالإضافة إلى البحّار بيير كاسيراجي، أصغر أبناء أميرة هانوفر في ولاية ساكسونيا السفلى في ألمانيا، ولية العهد السابعة لعرش موناكو. وقد شارك كاسيراجي في بطولة العالم لقوارب ميلجس 32 وحقق المركز التاسع، وأبحر مع بوريس هيرمان على متن قارب إيسيميت يوروبا 2 الذي حمل علم الاتحاد الأوروبي، وأحرز المركز الأول في كأس جيراجليا رولكس العام الماضي.
وعن مشاركته مع الطاقم العماني قال بيير كاسيراجي، نائب رئيس نادي اليخوت بإمارة موناكو: “أنا أحب الإبحار وأعشقه، وأتطلع للإبحار على متن القارب العماني مسندم واستكشاف قدرات هذا القارب البديع. وأنا واثق بأنها ستكون تجربة مختلفة عن تجربتي في قارب ماسراتي أو قارب تي بي 51. وأشعر بالفخر للمشاركة في أسبوع كيل لأول مرة وللإبحار إلى جانب أسماء لامعة في سماء الإبحار الشراعي”. كما سيتشرف الفريق بركوب عمدة مدينة كيل اللورد أولف كامفر على متن القارب مسندم لتذوق طعم السرعة في هذا القارب، وكان العمدة قد ركب مع الفريق على متن القارب نفسه في العام الفائت.
ومن بين الوجوه المعهودة ضمن طاقم القارب مسندم يعود الربان الفرنسي سيدني جافنييه إلى تشكيلة الطاقم بعد خوضه لأحد مراحل سباق فولفو المحيطي مع فريق دونج فينج الصيني، وعبّر جافنييه عن سعادته بالعودة للإبحار على متن القارب مسندم وقال: “سعيد بالعودة للقارب مسندم، وأتطلع لخوض السباق الافتتاحي وتوسيع الفارق الزمني في الرقم القياسي الذي حطمناه العام الماضي. لدينا طاقم مقتدر بصحبة محسن البوسعيدي وابتسام السالمية وكل من بوريس هيرمان وبيير كاسيراجي”.
قرية السباق
وخارج الماء، تشهد قرية السباق إقامة العديد من الأنشطة التي لا تقل أهمية عن السباقات الشراعية، وفي خضم هذه الأنشطة ستكون وزارة السياحة العمانية حاضرة بقوة من خلال ركنها الترويجي الذي يرافق القارب مسندم في عدد من محطاته القادمة، وسيعمل الركن على جذب أكبر عدد ممكن من زوار الأسبوع الذين يصل عددهم إلى ثلاثة ملايين زائر، والسعي لتعريفهم بالسلطنة ومقوماتها السياحية. وتدشن وزارة السياحة هذا العام ركن السلطنة بشكل جديد يجسد شكل القلعة التي تعكس الطابع المعماري العماني، وتضم في داخلها أركاناً متنوعة تمثل مناطق مختلفة من السلطنة وتبرز أهم ما يميز تلك المناطق من طبيعة أو ثقافة، كالجبل الأخضر الذي يمثل الطبيعة الجبلية، ورمال وهيبة برمالها الصحراوية الناعمة، وولاية صور وصناعة السفن، ومسقط العاصمة، وصلالة التي اشتهرت منذ القدم وما زالت تشتهر باللبان، وستكون أركان القلعة حافلة بالمعروضات والأنشطة التراثية والثقافية التي تعكس جمال السلطنة وسحرها. ومن ضمن الأنشطة سيكون هناك ركن خاص بنقش الحناء الذي لاقى إقبالا منقطع النظير في العالم الماضي، بالإضافة إلى أنشطة صناعة الفخار والنسيج. كما ستتضمن القلعة ركناً خاصاً يعرض خلفيات جمالية ساحرة من الطبيعة العمانية ويمكن للزار أن يأخذوا فيها صور السيلفي للذكرى أو لمشاركة التجربة مع أصدقائهم في مختلف وسائل التواصل.
وتعد زيارة القارب العماني مسندم إلى ألمانيا فاتحة لثلاثة أشهر من المشاركات العمانية في المياه الألمانية، فبعد أسبوع كيل ستخوض قوارب عمان للإبحار الممثلة بقاربي الموج مسقط والطيران العماني سباقات الإكستريم 40 في مدينة هامبورج، وبعدها بأيام يبدأ الفريق العماني على متن القارب “سلطنة عمان” المرحلة الثالثة من سباقات جي سي 32 وسيحاول لي ماكميلان والعماني ناصر المعشري إحراز لقبين في سلسلتين من سباقات القوارب الشراعية السريعة.

الموج مسقط يطمح للقب
يطمح القارب الموج مسقط في الجولة الرابعة الى العودة مجددا الى منصة التتويج بعد حصوله على المركز الثاني في الجولة الثالثة التي استضافتها مدينة جينجداو بالصين خلال الفترة من 30 ابريل وحتى 3 مايو الماضيين حيث تمكن طاقم القارب الموج في هذه الجولة من تسجيل مفاجئة قوية في اليوم الاخير للجولة بعدما نجح في العودة وبقوة الى ادائه المعهود وظفر بالفوز في سباقين من أصل خمسة سباقات، كان من بينهما السباق الأخير الذي تضاعف فيه النقاط، وبذلك يسدل الستار على هذه الجولة في المركز الثاني وصيفاً لغريمه الأول فريق أس.أيه.بي السويدي. وكانت هذه الجولة المقامة في خليج فوشان بمدينة جينجداو الصينية من أكثر الجولات تحدياً، حيث ألغيت سباقات اليوم الأول بسبب كثافة الضباب، واستؤنفت السباقات في اليوم الثاني بعد تلاشي الضباب قليلاً، ومرّت الفرق بأوقات عصيبة في مواجهة تقلبات الرياح التي تراوحت بين الصفر والمتوسطة، والتي تتخللها أحياناً هبّات رياح عابرة تصل سرعتها إلى 30 عقدة، كما أن الفرق التي تتأخر في قطع خط النهاية بسبب انعدام الرياح تُحسب خارج السباق ولا يُحسب لها نقاط في ذلك السباق.
وكان يتحتم على فريق الموج مسقط للفوز بلقب الجولة أن يحقق شرطين يتمثل أولهما في كسب سباق النقاط المضاعفة، والثاني في أن يتأخر منافسه المتصدر فريق أس.أيه.بي إلى المركز الأخير، وفي حين نجح القارب العماني في تحقيق الشرط الأول، لم يكن تحقيق الشرط الثاني رهن إرادته، حيث استطاع الفريق السويدي أن يصعد في الترتيب وختم السباق في المركز الثالث ليحافظ بذلك على صدارته في هذه الجولة ويحصل على أول لقب له في جولات هذا العام.
وكان طاقم القارب الموج مسقط حصل المركز الاول في الجولة الثانية التي استضافتها السلطنة في شهر مارس الماضي والتي تمكن من خلالها القارب من خطف المركز الاول.
وعن حجم التحدي الذي واجهه فريق الموج مسقط، قال الربان لي ماكميلان بأن المهمة التي كانت تنتظرهم في آخر يوم كانت كبيرة جداً بسبب التحديات التي واجهها الفريق يوم السبت والتي كلفته خسارة عدد من النقاط، ولكن الربان ماكميلان يبقى متفائلاً كعادته حيث يقول: “كنا سنخسر أحد السباقات في آخر يوم، ولكننا لم نكن لنتخلى عن الفوز بهذه السهولة، وكان طعم الإنجاز أفضل مضاعفاً بعد فوزنا بسباق النقاط المضاعفة وصعودنا في ترتيب الجولة من المركز الرابع إلى المركز الثاني، وقد تعلمنا الكثير من الدروس من هذه الجولة، واستعدنا معنوياتنا المعهودة ونأمل أن نواصل بهذه المعنويات العالية لبقية جولات الموسم”.
تحديات كبيرة
وكان طاقم القارب الطيران العماني قد واجه عدة تحديات في الجولة الثالثة رغم الخبرة الكبيرة التي يتمتع بها ربان القارب ستيفي موريسون في الألعاب الأولمبية في عام 2008 وخبرته في فئة الـ49 لكنها لم تشفع له في مواجهة التقلبات الجوية في خليج فوشاي الصيني، والتي أخذته على حين غرة هو وفريقه المكون من العماني علي البلوشي، والأسترالي تيد هاكني مع البريطانيين نِك آشر وإيد بويز حيث يسعى في جولة كارديف الى اعادة ترتيب اوراقة من جديد والعودة بقوة الى منصة التتويج .
وعن هذه التحديات، قال الربان ستيفي موريسون: “كانت الرياح مجنونة بكل معنى الكلمة! حيث كانت الرياح تأتينا من بين ناطحات السحاب ولم يكن التنبؤ بها سهلاً أبداً، وأظن بأننا تعلماً درساً قوياً من الصين، فحينما كنا نأمل بأن نواصل صعودنا في الترتيب العام بعد حصولنا على المركز الرابع في الجولة الثانية بعدما كنا في المركز الخامس في سنغافورة، جاء تراجعنا إلى المركز السادس في هذه الجولة محبطاً، ولكننا سنواصل مشوار التعلم والبناء على هذه الخبرات استعداداً للجولة القادمة في كارديف بالمملكة المتحدة”.
وبعد إسدال الستار على الجولة الثالثة في الصين، تتطلع طواقم عمان للإبحار للإكستريم 40 إلى خوض منافسات الجولة القادمة في كارديف بالمملكة المتحدة، وعن تطلع فريق الموج مسقط للجولة القادمة، قال البحّار العماني ناصر المعشري بأنه سعيد بالأداء الذي قدموه في جولة الصين، بالرغم من إفلات المركز الأول من أيديهم، ويضيف ناصر بقوله: “نفكر الآن في ما هو قادم والجولة الرابعة في كارديف، وسنعمل على الحفاظ على أدائنا المتفوق في كارديف مثلما فعلنا سابقاً، ونأمل أن تكون معرفتنا بتلك المياه في صالحنا وأن نعزز من رصيدنا من النقاط”.
وكذلك الحال بالنسبة لفريق الطيران العماني وربانه ستيفي موريسون الذي يتطلع إلى زيارته الأولى إلى كارديف التي يشتهر مسار السباق فيها بصغر مساحته وبرياحه الخفيفة والمراوغة. ويقول موريسون بأنه لم يبحر في كارديف سابقاً بالرغم أنها لا تبعد عن مسقط رأسه سوى ساعتين، ولكنه يتطلع أن تكون مفتاحه لرصيد أكبر من النقاط. وستبقى جولة جينجداو محفورة في ذاكرة موريسون وفريقه على قارب الطيران العماني لأنها تزامنت مع إعلان الطيران العماني الناقل الرسمي لسلسلة سباقات الإكستريم الشراعية، كما تزامنت مع إعلان الصين الوجهة رقم 49 من وجهات الطيران العماني في ظل جهوده المتواصلة لتوسيع شبكة رحلاته وأسطول طائراته.
تشكيلة فريق الموج
لي ماكميلان (بريطانيا)
ناصر المعشري (سلطنة عمان)
ساره إيتون (بريطانيا)
بيت جرينهال (بريطانيا)
إيدي سميث (نيوزلندا)
تشكيلة فريق الطيران العماني
ستيفي موريسون (بريطانيا)
علي البلوشي (السلطنة )
تيد هاكني (أستراليا)
نيك أشير (بريطانيا)
إد بويز (بريطانيا)

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

طريقه الاشتراك ف الانترنت